- 1 -
أنا اسمي ريحان، أَبلغ من العمر سبعة أعوام.أخواتي رَوحٌ وجنَّة،وأخي اسمه نَعيم
جميعنا نُحب أبي وأمي .
لكنني أشد حباً لهما.
- 2 -
...ذلك ما كان بوسعي أن أكتبه في درس الإنشاء والتعبير، واليوم كبرتُ وأصبحت شاباً
أبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، أكتب قصصاً...وأروي ما سمعت من حكايا البشر.
والآن جئت لأكتب حكاية أقرب البشر. جئت أكتب حكاية، حكاية اسمها:-
عصفورةٌ وقفص.
- 3 -
كان يا مكان في سالف العصر والآوان، عصفورةٌ صغيرة صغيرة، هذه العصفورة كانت دائماً ما تحط على سلك كهرباءٍ كان قد امتد أمام منزلنا.
في صباح كل يوم نخرج أنا وأبي من بيتنا، نفتح باب الحديد باسم الله، نمر عن أغصان الأشجار المتدلية...يرفع أبي رأسه، يمرر يده على لحيته الممتلئة، يترقب العصفورة الصغيرة بلمحات مليئة بالتأمل أما أنا فأترقب لمحات أبي، ثم أسرحُ في العصفورة قليلاً....
أثناء ذلك يكون إخوتي قد لحقوا بنا ...مسرعين نحو السيارة، يبدأ أبي تشغيل السيارة ذاكراً دعاء الركوب،نردده وراءه، يربط حزام الأمان، يحرك مقود السيارة متوجهاً بنا إلى المدرسة.
كان صوت أبي عذباً للغاية.
وكانت قيادته آمنةً للغاية.
- 4 -
مضى تقريباً نصف الفصل الدراسي وتلك العصفورة ما زالت تحط على سلك الكهرباء ذاته وأخذت لمحات أبي تزداد، وبدا تأمله يكبر يوماً بعد يوم. أما تلك العصفورة فما كان حالها إلا أن تنظر يمنة فيساراً، وأحياناً ترمق أبي ثم تزقزق قليلاً وتضرب جناحيها بكل نعومة وتطير كما وكأنها طفلة خجولة!...
يبتسم أبي رابطاً حزام الأمان، ثم يحرك مقود السيارة، متوجهاً بنا إلى المدرسة.
كانت نظراته حب وإعجاب
كان يرفع نظره، وكأنه لا يريد أن يرفع نظره...
وكان يقود وكأنه لا يريد أن يقود!
- See more at: http://afu.ac.ae/ar/posts/%d8%b9%d8%b5%d9%81%d9%88%d8%b1%d8%a9%d9%8c-%d9%88%d9%82%d9%81%d8%b5/#sthash.TtF4vpaE.dpuf